تحديد ملامح الهوية المعمارية من منظور بيئوي

Abstract

العمارة شأنها شأن باقي الحقول الأخرى لم تكن منعزلة عن حياة الناس وتطلعاتهم وتوجهاتهم على اختلاف مستوياتهم وثقافاتهم، فهي تحتل موقعا" مميزا" في هذا المجال نظرا" لعلاقتها المباشرة بحياة أفراد المجتمع، فنمت وازدهرت في مناطق مختلفة من العالم، وقامت وتطورت وفق أسس ومفاهيم تم اعتمادها عبر عصور مختلفة ومتعاقبة، وباعتبار العمارة نتاجا" حضاريا" مميزا" له ارتباطه المباشر بالبيئة فأنه يمكن التعامل معها كمعّبر صادق عن ماهية التفاعل الحضاري بين الأمم، هذا التفاعل الذي أغنى الإنسانية بما تركه من نتاجات مبدعة في ميادين شتى.

     لقد ركّز البحث على مشكلة: " عدم وضوح آليات تحديد ملامح الهوية المعمارية بالرجوع إلى اعتبارات البيئة "، وحّدد هدفا" واضحا" ارتبط بالمشكلة وتناول: "وضع آليات لتحديد ملامح الهوية المعمارية  وفق اعتبارات البيئة "، ولقد كان البحث ساعيا" إلى تحقيق هذا الهدف، وتم ذلك من خلال التعرض لمفهوم الهوية وما يرتبط به من مفردات تؤثر في الهوية المعمارية وصولا إلى تحديد علاقة الهوية بالبيئة باعتبارها تمثل عاملا له تأثيره المميز في هذا المجال، كذلك فقد تعرض البحث إلى تجربة العمارة الإسلامية وكيف أنها أنتجت عمارة متفاعلة مع البيئة أظهرت هويتها من خلال هذا التفاعل، وتوضح ذلك عن طريق استعراض وتحليل نماذج منتخبة وفق منهج محدد، وظهرت أهمية هذا الجانب من خلال الاستنتاجات النهائية التي تعلقت بتحقيق هدف البحث وكونت صورة واضحة عن التفاعل الحضاري الذي أنتجه الحوار بين الأمم عبر العصور وكيف ساهم بشكل واضح في تحديد ملامح الهوية وفق اعتبارات البيئة لكل منطقة أو إقليم.